ان خلت حياتك من رسالة .. فقد خلت من الطعم الحقيقي للحياة
ان لم تشغلك قضيةٌ ما .. فأعد النظر في أهداف حياتك
ليس يالضرورة ان تصرح بشغلك الشاغل في كل مجلس وفي كل مكان ..
لكن من المهم ان تكون لديك رسالةٌ ما .. و إن بدأت بحلم
لا تجعل الحياة تنتهي بك الى هناءك الشخصي فقط دونما قضية سامية ..
سألت مرةً احدهم عن قضيةٍ تشغله فقال لي:
أريد أن ادخل الجنة انا و من احب ..
بقدر اعجابي بتلك الاجابة فقد فكان هناك تساؤل يقفز الى ذهني ..
ماذا تفعل بخصوص ذلك؟
ان لم يكن لديك هدف بالاضافة الى خطوات فعلية .. و ان كان هذا مجرد تمنٍ دون افعال .. فهود مجرد رسم على رمال
ليس هناك اختلاف بين طريق السعادة و بين العمل نحو رسالة متعدية النفع
ولا يوجد فجوة بين المكاسب الشخصية و العامة
ان ادخال السرور وحده على قلب مسلم لهو من اجمل الأعمال
و بطارية الانجاز للمتحيز لذاته اقصر عمراً بكثير من بطارية صاحب القضية
كن ما شئت .. لكن كن ذا نفع للآخرين
و الأهم من ذلك .. القناعات الشخصية
هذب هذه القناعات … جَمِّلها و احرص على ان تتعهدها بالرعاية
فكثيرون هم ممن كانت قناعاتهم سامية .. صافية .. عملوا من اجلها بجد .. لكنهم بعد مدة فقدوا الفوراق بين مسميات كثيرة .. ذابت حدود هي الفواصل بين مايسمى حقاً و باطلاً
القيم .. حساسة سهلة الكسر ..
و التحدي دوماً يزداد صعوبة كلما اقتربت من انجاز رسالة ..
كلنا يحمل سراً ما .. طاقةً ما تميزه ..
يكفيك ان تكرس جزءاً من هذا السر الإلهي المدفون داخلك لتؤدي شيئاً مما عليك
العطاء ليس فائضاً من وقت و جهد ..
وليس فضلَة نعمة نغدق فيها على سوانا من البشر
ثق تماماً انك اذا اعتقدت انك متفضلٌ بما تمنحه .. فإنك ستتوقف ذات يومٍ عن المنح
و ان كان عطاؤك متذبذباً .. فستتقاذفك المتغيرات
كبشر فإننا .. ننمو .. و نتعلم .. و لا بآس بذلك
و على اثر ذلك نصبح اكثر حكمة في اختياراتنا
العطاء فلسفة حياة و ليس هواية
العطاء سكة حديد لا محطة توقف فيها
ليس ثمة قيود على رسالتك وليس هناك قاعدة تقول ان رسالتك يجب ان تعانق السماء .. يكفيك دائرتك الصغيرة .. شرط ان تكون هناك قيمة خلف أدائك ..
والهوى ان حكم القيم اتلفها ..
وهو ما قد يحدث مع من طوعت اهواءهم قيمهم .. فانضموا لصفوف المنافقين
وهو أيضا أسوء أنواع الخداع
ان تخبر نفسك انك شخص فاضل بينما تخدم نفسك بطريقة او بأخرى
احب نفسك وارعها .. لكن لا تجعلها مركزية ذاتية
هناك موهبةٌ ما .. طاقةٌ ما .. نعمةٌ ما .. يجب ان تشارك فيها الآخرين
***********
وقفة شعرية .. لأصدقائي محبي الشعر الفصيح
يقول درويش:
لماذا نحاول هذا السفر
و قد جرّدتني من البحر عيناك
و اشتعل الرمل فينا ..
لماذا نحاول؟
و الكلمات التي لم نقلها
تشرّدنا..
و كل البلاد مرايا
و كل المرايا حجر
لماذا نحاول هذا السفر؟
هنا قتلوك
هنا قتلوني.
هنا كنت شاهدة النهر و الملحمه
و لا يسأم النهر
لا يتكلّم
لا يتألم
في كلّ يوم لنا جثّه
و في كلّ يوم أوسمه
هنا وقف النهر ما بيننا
حارسا
يجهل الضفتين
توأمين
بعيدين، كالقرب، عنّا
قريبين، كالبعد، منّا
و لا بد من حارس
آه لا بدّ من حارس بيننا،
كأنّ المياه التي تفصل الضفتين
دم الجسدين
و كنّا هنا ضفتين
و كنّا هنا جسدين
و كلّ البلاد مريا
و كلّ المريا حجر
لماذا نحاول هذا السفر؟
كأنّ الجبال اختفت كلها
و كأنّي أحبّك
كان المطار الفرنسيّ مزدحما
بالبضائع و الناس.
كل البضائع شرعية
ما عدا جسدي
آه.. يا خلف عينيك.. يا بلدي
كنت ملتحما
بالوراء الذي يتقدّم
ضيعت سيفي الدمشقي متهما
بالدفاع عن الطين
ليس لسيفي رأي بأصل الخلافة
فاتهموني..
علّقوني على البرج
و انصرفوا
لترميم قصر الضيافة
كأني أحبّك حقا
فأغمدت ريحا بخاصرتي
كنت أنت الرياح و كنت الجناح
و فتشت عنك السماء البعيدة
و قد كنت أستأجر الحلم
_للحلم شكل يقلدها_
و كنت أغنّي سدى
لحصان على شجر
و في آخر الأرض أرجعني البحر
كلّ البلاد مرايا
و كل المرايا حجر
لماذا نحاول هذا السفر ؟
تكونين أقرب من شفتيّ
و أبعد من قبلة لا تصل
كأنّي أحبّك
كان الرحيل يطاردني في شوارع جسمك
و كان الرحيل يحاصرني في أزقّة جسمك
فأترك صمتي على شفتيك
و أترك صوتي على درج المشنقه
كأنّي أحبّك
كان الرحيل يخبئني في جزائر جسمك
_واسع ضيق هذا المدى _
و الرحيل يخّبئني في فم الزنبقة
أعيدي صياغة وقتي
لأعرف أين أموت سدى
مر يوم بلا شهداء
أعيدي صياغة صوتي
فإن المغني الذي ترسم الفتيات له صورة
صادروا صوته
_مرّ يوم بلا شهداء_
و بين الفراغين أمشي إليك وفيك
و أولد من نطفة لا أراها
و ألعب في جثّتي و القمر
لماذا نحاول هذا السفر
و كل البلاد مرايا
و كل المرايا حجر
لماذا نحاول هذا السفر؟